مع التطور التكنولوجي السريع للتقنيات الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، وازدياد المخاوف المتعلقة باستخدام الأطفال للإنترنت لساعات طويلة على الأجهزة الذكية على وجه الخصوص، أصبح من الشاق على الآباء الاشراف على أنشطة أبنائهم وتوفير تجربة آمنة وممتعة لهم. لذا، سوف نستعرض معاً مفهوم الرقابة الأبوية، وأهميتها لحماية أبنائهم من المخاطر الإلكترونية.
دور الآباء في مراقبة الهاتف لحماية أبنائهم
يقوم معظم الآباء بمراقبة الهاتف الخاص بأبنائهم للتحقق مما يفعلونه عبر الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. إنهم مهتمون بـ برنامج حجب المواقع الاباحية من الهاتف ويفعلون ذلك عن بُعد. ويجرى بعضهم محادثات مع أطفالهم حول السلوك المناسب على الإنترنت. اقرأ المزيد عبر الرابط التالي
علاوة على ذلك، أصبحت الأجهزة الرقمية جزءًا أساسيًا من حياة الأبناء لدرجة أن نسبة كبيرة من الآباء يقومون بتقديم مجموعة جديدة من القواعد لأطفالهم -العقوبات الرقمية- للأطفال العصاة. كنوع من أنواع العقاب يقوم الآباء أحيانًا بأخذ هواتفهم المحمولة.
المراقبة الأبوية دون الشعور بالذنب
مراقبة الهاتف الخاص بالأبناء بات أمرًا منطقيًا بالنسبة للآباء. وهذا لعدة أسباب تتراوح حدتها من غير المرغوبة إلى الحادة. يعتبر التنمر الإلكتروني مصدر قلق، فقد تعرض 42 بالمئة من الأطفال للتنمر عبر الإنترنت، وفقًا لـ i-Safe، وتعرض 35 بالمئة للتهديد الفعلي. من بين هؤلاء الأطفال، 58 في المئة لا يخبرون والديهم أبدًا.
في سيناريو أسوأ، سلمت أم ابنها إلى الشرطة لأنها عثرت على مقاطع فيديو لإطلاق النار في مدرسة على هاتفه، خوفًا من ارتكاب جريمة التقليد. من المؤكد أن أي والد لقاتل خطر بذهنه فكرة أنه كان بإمكانه منع وقوع كارثة بمجرد التقليب في هاتف ابنه من حين لآخر. وعندما يحدث شيء سيء، يكون الآباء في مأزق.
هل لازلت تشعر بالذنب باقتحام خصوصية أطفالك؟
مراقبة الهاتف لتجربة إنترنت آمنة
يعتبر العديد من المراهقين أكثر ذكاءً من آبائهم في مجال التكنولوجيا. بالإضافة إلى أن بعض الأدوات المتاحة للمراهقين، والتي قد لا يستوعبها الآباء تمامًا، مثل إعدادات الخصوصية عبر الإنترنت، وتعطيل ملفات تعريف الارتباط ومسح سجل التصفح والتي تمكن للمراهقين عمومًا من إيجاد طريقة للوصول إلى المحتوى الذي يريدونه، وكلما زاد ضغط الآباء عليهم، زادت احتمالية محاولتهم لإخفاء سلوكهم.
بصفتك أحد الوالدين، فإن حماية أبنائك أمر في غاية الأهمية. ناهيك عن حقيقة أنك قد لا تكون مواكب لعالم التكنولوجيا بالقدر الكافي لحمايتهم. هناك الكثير من إجراءات السلامة العامة لمساعدتك على حماية طفلك وهاتفه، لكنها ليست كافية. قد يبدو لك أن مراقبة رسائل دردشة طفلك على “واتساب” أمرًا رائعًا، حتى تدرك أن في حقيقة الأمر الكثير والكثير من الأطفال لا يستخدمون دردشة “واتساب” بشكل أساسي. إذن أي تطبيق من المفترض أن تتحقق منه؟
الأساليب المختلفة لمراقبة سلوك الأبناء
ذكر الخبراء في مجال الأمن عبر الإنترنت أن أفضل طريقة لتتبع أنشطة الطفل عبر الإنترنت هي في الأساس مكافحة النار بالنار – استخدام التكنولوجيا لمراقبة الطريقة التي يستخدم بها أطفالك التكنولوجيا. لقد كانت أدوات الرقابة الأبوية وبرامج الإشراف موجودة منذ فترة طويلة على أجهزة الكمبيوتر، والآن تقوم العديد من الشركات بإنشاء برامج تشرف على أنشطة الهواتف المحمولة للأطفال مثل برنامج الذي يعتبر أفضل برنامج لمراقبة أنشطة الأبناء عبر الانترنت، حيث يمكّنك من تتبع موقعهم باستمرار ومراقبة سجل التصفح والمكالمات والمواقع المفضلة بالإضافة إلى إمكانية الدخول إلى الصور ومقاطع الفيديو المخزّنة. كما يمكّنك من إضافة جهات اتصال تحذيرية واختيار ما بين تفعيل/عدم تفعيل جهة اتصال حسب حاجتك.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن بعض الآباء يميلون إلى اتخاذ تدابير دون اتصال بالإنترنت مثل سحب هاتف طفلهم بدلاً من استخدام البرامج القائمة على التكنولوجيا للإشراف على أطفالهم وتتبعهم.
كشفت العديد من الدراسات الحديثة كيفية استخدام الآباء للتكنولوجيا لمراقبة سلوك أطفالهم عبر الإنترنت، وأظهرت أن:
39٪ فقط من الآباء يستخدمون أدوات الرقابة الأبوية لرصد أنشطة أطفالهم أو مراقبتها على الإنترنت.
16٪ فقط يستخدمون أدوات الرقابة الأبوية للحد من استخدام أطفالهم للهواتف المحمولة.
16٪ فقط يستخدمون برامج المراقبة على هاتف أطفالهم لتتبع موقعهم.
وعلى الرغم من أن الآباء منفتحون على اتخاذ مجموعة متنوعة من الخطوات لتقييم سلوك أطفالهم عبر الإنترنت، إلا أن العديد منهم إما لم يكونوا على علم بالأدوات التكنولوجية للقيام بنفس الشيء أو لم يتلقوا تعليمًا تقنيًا كافيًا لاستخدام هذه التطبيقات. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الآباء ذكروا أنهم يحبون تبني طريقة استباقية لمنع المشكلات من خلال التحدث إلى أطفالهم حول ماهيّة السلوك المناسب وغير السليم على الإنترنت.
أهمية الحفاظ على الأمان عبر الأجهزة المختلفة
في حين أن الهاتف قد يكون الرفيق التكنولوجي الأكثر شيوعًا الذي يحمله الطفل، إلا أن الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر هي أيضًا طرق لخطر محتمل. من المهم مراقبتها أيضًا.
يمكن الوصول إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام بطرق متعددة، وعلى أجهزة Mac، يتيح iMessage إرسال الرسائل النصية بدون هاتف. وتُستخدم أيضًا حسابات البريد الإلكتروني في المنزل والمدرسة، كما يمكن حفظ الملفات وتحريرها في أي مكان عبر حسابات جوجل أو ميكروسوفت.
بين الثقة والأمان: كيف يمكن مراقبة النشاط الرقمي للأبناء المراهقين
في عام 2017، كشفت الأبحاث أن 61٪ من الآباء “فحصوا مواقع الويب التي زارها ابنهم المراهق”. بين منح المراهقين الخصوصية وحرية التعبير عن أنفسهم، مع ضمان الحماية أيضًا من المخاطر المحتملة للإنترنت، يواجه الآباء تحديًا حقيقيًا. يشعر الكثيرون أنه من المهم مراقبة سلوك أطفالهم على الإنترنت أو الحد منه – من التصفح إلى وسائل التواصل الاجتماعي – حتى يصلوا إلى مستوى معين من النضج.
لحسن الحظ، نظرًا لأن استخدام الإنترنت أصبح أكثر انتشارًا في الحياة اليومية للمراهقين، فقد حدد الباحثون طرقًا جديدة للحفاظ على أمان المراهقين مع الحفاظ على مساحة للاستكشاف والتعلم.
وبينما يوجد فيسبوك وتويتر في كل مكان، من المهم أن يكون لدى الآباء بعض الإلمام بالتطبيقات الأخرى التي يستخدمها المراهقون. يعتبر تيك توك وواتساب وتمبلر مساحات أخرى محتملة الخطورة على الإنترنت، لأنها تسمح للمراهقين بإخفاء المحادثات والتحدث مع غرباء مجهولين في بيئة غير آمنة. لذا يعتبر تعلم أساليب التكنولوجيا الحديثة مهمة للآباء كما هي للمراهقين.